الزهار

القمة العربية لم ترتقي لما تمر به القضية الفلسطينية من منعطف خطير
■ مدح محمد دحلان لي هدفه احداث انشقاق داخل الصف الفلسطيني

الحقيقة الدولية – القاهرة – مصطفى عمارة

أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمود الزهار أن المقاومة الفلسطينية مخنوقة اليوم في أغلب المدن الفلسطينية بسبب وجود قرار سياسي من السلطة بعدم الموافقة على أن تكون هناك مقاومة مسلحة ضد كيان العدو الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في الضفة الغربية.
وقال الزهار في حوار خاص لـ "الحقيقة الدولية"، أن أبو مازن القى بجميع المقاومين من كافة الحركات والقوى المقاومة في سجون السلطة في الضفة الغربية، بل أن هناك مقاومين من حركة فتح تم الزج بهم في داخل سجون السلطة إلى جانب أخوانهم المقاومين من حركة حماس.
ويتوافق ما ذهب اليه الزهار مع تقرير كانت "الحقيقة الدولية" نشرته في العدد (209) الصادر بتاريخ 24 آذار 2010، أكدت فيه أن هناك مصالح سياسية تتاجر بالإنتفاضة والمقاومة الفلسطينية، وتمنع أنطلاقها وممارسة عملها المسلح في داخل الأراضي العربية المحتلة في فلسطين، خاصة أن غالبية الشعب الفلسطيني يرى أن الأسباب الموجبة لها قد نضجت تماما، والقصور عنها يفسدها ويضيعها من ايدي الشعب الفلسطيني.
وبين أن القول بأن هناك خلاف حقيقي بين الولايات المتحدة الأمريكية وكيان العدو الصهيوني، لا يمت للواقع بأي صلة على الإطلاق، فاللوبي الصهيوني موجود في أمريكا ويعمل بشكل ضاغط بأتجاه ترميم أي توتر بينهما، وما حدث مؤخرا نتيجة عاملين، أولهما الغباء السياسي الذي يمارسه رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو في مواجهة كل الضيوف الذين يزورون "إسرائيل" كما حصل مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أغلو، والرئيس البرازيلي لولا دي سليلفا، وكما حصل مع نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن من خلال وضعهم جميعا في مأزق دبلوماسي وسياسي. وثانيا أستمرار نتنياهو بسياسة الإستيطان وعدم الأنصياع لكلام المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية الذين طالبوا أكثر من مرة بإيقاف الإستيطان الصهيوني والعودة للمفاوضات، وأنتفاض الشارع الفلسطيني على هذه الإجراءات.
وأشار الزهار ان كيان العدو بات اليوم يواجه أزمة حقيقية مبعثها تراجع الدعم الدولي له من جهة، وأندلاع أنتفاضة الشارع الفلسطيني، هذه الأزمة المزدوجة عبرت عنها "إسرائيل" من خلال الغارات الجوية التي تقوم بها على المناطق الفلسطينية في قطاع غزة، حيث تستهدف في الغالب المناطق ذات الكثافة السكانية للتغطية على تلك الأزمة التي تعيشها "إسرائيل".

قمة لا ترتقي لقضية

وأكد الزهار أن القمة العربية لم ترتقي لما تمر به القضية الفلسطينية من منعطف خطير، فغياب أكثر من رئيس عربي كمصر ولبنان والسعودية، وتراجع التمثيل الرسمي ساهم في عدم الخروج بقرارات هامة تتعلق بالقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أنه كان الهدف في القمة العربية التي عقدت في ليبيا أن نضع الحديث عن كيفية الاعمار وبناء ما دمره الاحتلال على الطاولة العربية، بدلا من أن نستغله في الحديث عن قضية الدعوة إلى المصالحة.
وتابع أن حركة حماس ستقوم بعمل ملخص لمجمل الأوضاع السياسية بعد القمة العربية وسوف تتخذ القرار بعد إجمال ملخص هذا الجهد، خاصة أن هناك أتصالات عربية موسعة تجري في هذا الاطار.
وشدد على أن هدف حركة حماس إنهاء الانقسام، ولم تكن لدينا مطالب محددة أكثر من ضمانات تقدم لنا من أجل تنفيذ الاتفاق، وألا نكون تحت رحمة إنهيار الاتفاق، كما أن الستة شهور التي أمضيناها وخضنا فيها المفاوضات لم تكن تلك هناك شروط خاصة وضعناها مسبقا، فالهدف كان المصالحة فعلا، وهذا موقف الحركة، لكن هذا لا يتعارض مع وجود بعض التباينات في الرأي من جانب بعض الاخوة فيما يتعلق بالأليات في داخل الحركة، وهذا لا يعني أبدا وجود جبهتين في حماس (الداخل والخارج) كما يدعي البعض.
وبين الزهار أن تصريحات القيادي في حركة فتح محمد دحلان التي قال فيها أن مواقف الزهار تعجبني، نوع من الذم ولا تدخل في إطار المدح، لأنه يريد أن يضرب المجموع في النهاية حينما يسمي محمود الزهار ويريد القول أن هناك إنقسام داخلي في داخل الحركة من خلال وجود رأي للزهار نحن معجبون به، وأن الكل لا يريد المصالحة باستثناء الزهار، ليشق بذلك الصف الواحد للحركة، ولكننا نتفهم هذا جيدا، وهذه هي إفرارات التعاون الاسرائيلي مع الأجهزة الإعلامية الفلسطينية.

رسائل أمريكية

ولفت القيادي إلى أن عضو الكونغرس الأمريكي جاك شيبرد الذي زار قطاع غزة مؤخرا عرض على حركة حماس عرضاً مفاده أن نكتب له رسالة تحمل مضمون الأوضاع في غزة، والموقف من المصالحة الفلسطينية، وهو قال أنه يريد أن يثبت للناس أن زيارته إلى القطاع يمكن أن تساهم في إيصال رسائل عن غزة مهمة إلى العالم، وبالمناسبة ربما أكون أنا أخر من قابله، وقد كتبت له في الرسالة أيضاً أننا نقدر جهدك في رفع الحصار، وأن موقف حماس مع المصالحة وتأكيدها وهذا هو المضمون الجوهري في الرسالة.
وأشار إلى أن هناك العديد من الحركات الفلسطينية التي تظهر بين فترة وأخرى لتتبنى عمليات قصف مستوطنات صهيونية قريبة من قطاع غزة، مثل أنصار السنة، وهذه ظاهرة ليست بالجديدة، ولكننا اليوم نحاول أن نتحقق من أجل معرفة ما إذا كان هدف هذه الجماعة هو المقاومة أم أن لديها هدف آخر مرتبط بتنظيم تنظيم عالمي خارج فلسطين من أجل تحقيق أهداف مشبوهة أو خاصة، لهذا الغرض فإن ثبت أن تلك الحركة تملك برنامجا للمقاومة فلا بأس بها ونرحب بها بين فصائل المقاومة الفلسطينية، وإذا كان غير ذلك فلن نسمح لها وسنفتح تحقيقا شاملا في الأمر.

الحرب بين أمريكا و أعوانها مهما كانت جلدتهم ومنطفهم ومنصبهم============وبين الاسلام
فال الشاعر :
لا يلام الذئب في عدوانه===إن يك الراعي عدو الغنم